قصة الشركة العربية للبرمجيات (صخر) وكيف انهارت بفعل من مايكروسوفت.
البداية
في سنة ١٩٨٢م تم إنشاء شركة صخر للبرمجيات من قبل رجل الأعمال أ.محمد الشارخ في الكويت، وكان هدف الشركة في ذلك الوقت هوإدخال اللغة العربية في الحواسيب أي رقمنة اللغة العربية في الحواسيب.
وتسلف أ.محمد من صاحبه ٣ آلاف دينار كويتي أي 9600 دولار أمريكي تقريباً ومن بنك محلي في الكويت ١٥ ألف دينار أي تقريباً 48 ألف دولار أمريكي في آنذاك، وفي العام الأول أستدعت الشركة خبيرة برمجيات بريطانية لتدريب فريق العمل في الشركة على كيفيةالبرمجة في الحواسيب والرقمنة للغة العربية، فقام فريق العمل برقمنة اللغة العربية في الحواسيب ليصبحوا أول من أدرجها في الحواسيب.
بعدها قام مؤسس الشركة أ.محمد الشارخ بطلب فريق العمل على عمل أختبار للنظام الذي تم العمل عليه للتأكد من صحة رقمنة المخرجات العربية بمحاولة كتابة القرآن الكريم رقمياً لأنه هو الكتاب الوحيد بالعالم لايجوز الخطأ فيه، وفعلاً تمت كتابة القرآن الكريم رقمياً.
وبعدها عين أ.محمد الشارخ أكثر من ٢٠شخص لُغوي لعمل إختبارات للتأكد من صحة كتابة النص وعملوا على الإختبار ٣ أشهر بإشراف من زوجة أ.محمد الشارخ (موضي محمد الصقير) وتم بالفعل التأكد من صحة النص ولا يوجد به أي مشاكل، وكانت المرحلة المقبلة عليهم هي محاولة نشر القرآن الكريم رقمياً.
وكان أ.محمد الشارخ متخوف من مسألة تحريم هذا الفعل ولم يتم النظر فيه، فتوجه للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله وعرض عليه الفكرة وإضافة على القرآن، كتب الحديث الستة فا طلب منه الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله البحث عن حديث الوحدة لأنه كان الشيخ يبحث عنه لمدة شهرين
وتم فعلاً ظهور الحديث بنفس اللحظة فأندهش الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله وقام بمحاولة تلمس الجهاز بحكم أنه كفيف وقال عن هذاالعمل أنه خارق وجائز ليتفاجأ أ.محمد بعكس ما كان يتوقعه.
، فسرعان ما توجه أ.محمد للأسواق السعودية لطرح جميع برامجه بعكس باقي الدول.
بسبب استسهال القرصنة لبرامجه في باقي الدول، عكس السعودية التي عندما تعلم أنه يوجد أشخاص يقرصنون برامج الحواسيب في(الثمانينات) يتم التعامل معه فوراً بإغلاق محلاتهم أو تغريمهم، وواجهت شركة صخر صعوبة في رفع مبيعاتها بسبب عدم تقبل الشعوبالعربية للبرمجيات المحلية.
لأن كان للشعوب العربية فكر آنذاك بأن برمجيات الغرب أقوى وأعلى كفاءة، وفي يوم من الأيام يأتي إتصال للأستاذ محمد من: عبدالهادي(أبو طالب) مستشار ملك المغرب يقول له في الإتصال أن ملك المغرب يريد مقابلتك لعرض عليه برنامجكم للقرآن الكريم الرقمي.
ففي المقابلة سأل ملك المغرب محمد السادس، أ.محمد:
- من الذي يعمل معك في هذا المشروع.
رد أ.محمد: - أنا فقط.
فرد الملك: - لماذا.
فرد أ.محمد: لأنني أخشى أن أخسر، فا أخسر مالي ولا أخسر سمعتي.
فقاطعه الملك وقال له: - كيف تقول ذلك هذا كلام الله توكل على الله وأنطلق ولا تقف.
فبدأ أ.محمد بمحاول نشر برامجه ونشر أجهزته فحل عليها الإقبال
في شمال أفريقيا وبدت تنتشر إنتشار فضيع، ويقول أ.محمد بيوم من أيام ذهبت إلى بغداد في العراق باليوم الذي وصلت فيه شحنة من شحنات حواسيب صخر فاندهشت بطول الطابور الذي يصل إلى كيلو متر لشراء حواسيب صخر، فا لاحظ أ.محمد بأنه أمام فرصة في مجال جديد لا تعوض أبداً، فقام بتخصيص ٢٤ مركزاً في جميع أنحاء السعودية يعمل ليلاً ونهاراً للبنين والبنات لتعليمهم كيفية أستخدام أجهزة الحاسب وهلت عليه الأموال من مراكز التدريب فقط فكيف ببيع الأجهزة، وبدأ هذا المركز بالتوسع وتدريب القرى بحافلات تحمل الحواسيب ومراكز الشرطة و الجيش والحرس و و وإلخ.
وبدأت الشركة في النمو والتوسع في الأرباح لتصل قيمتها تقريباً ما بين ٢٣٠-٢٥٠ مليون دولار أمريكي، إلى أن جائت حرب الخليج بغزوا العراق للكويت، وفي يوميها الأول كان أ.محمد يتواجد في مكتبه وتأتيه الأتصالات من مدراء معارضه بأن الجيش العراقي بدأ في نهب البضائع وبرامج صخر من المعارض، بعدها هرب الموظفين إلى بلدانهم منهم من سوريا ومصر وفلسطين والأردن وإلخ لينجوا من الغزو وبقي أ.محمد وحيداً فقام بأخذ نسخ من برامجه على أقراص صلبه والهروب إلى العاصمة السعودية الرياض.
وحاول أ.محمد في الرياض محاولة استخراج برامجه ولاكن لم يتمكن من ذلك بسبب تشفير البرامج من قبل الموظفين السابقين، الذين تعلموا البرمجة في البداية على يد السيدة البريطانية ووقتها لايوجد الكثير من المبرمجين لفك هذه الشفرات، وبعدها أحتار أ.محمد ماذا يفعل ولاكن لم يفقد الأمل وتوجه لمصر على أمل أن يجد حل لهذه المشكلة وقابل رئيس وزراء مصر في ذلك الوقت د.عاطف عبيد.
فشرح له وضعه
وقال له أ.محمد: - أنا أنوي بأن أنقل شركة صخر وبرمجياتها إلى مصر بعد الذي حصل في الكويت ولاكن المشكلة في فك شفرات البرامج،لأنه لم يعد يتواجد المبرمجون الذين شفروا البرامج.
رد د.عاطف: - يوجد لدينا مهندسين مصريين لماذا لا تستعين بهم.
رد أ.محمد: - أنا لا يوجد لدي أي إشكالية على هذا ولاكن ماذا عن فك شفرات البرامج ؟
رد د.عاطف قائلاً له: أنسى هذه البرامج وأنا سوف أتوجه إلى مجلس الوزراء لأخذ الموافقة والبدء في برامج بمعيارية جديدة، ولاكن بشرط بعد أستقرار الشركة بسنة توظف ١٠٠ مهندس مصري.
رد أ.محمد: - أنا حاضر.
وعادت شركة صخر بالعمل على البرمجيات فقط في مصر ولاكن لم توفق في الاستقرار فا كانت هذه الضربة الأولى للشركة، ويُذكر أن الضربة الثانية التي أدت إلى توقف الشركة هي أن في فترة من الفترات كان بين مايكروسوفت وشركة صخر مناقشات حول على تعريب الويندوز وكان بينهم اتفاقية على حفظ سرية المعلومات، و توجه المدير الفني ونائبه إلى مايكروسوفت في سياتل لإكمال الاتفاقية ولاكن في هذه الفترة غرتهم مايكروسوفت بالتخلي عن صخر والعمل معهم بسبب غزو العراق للكويت لأن من الممكن أن لا تستقر الشركة.
وفعلاً عملوا لدى مايكروسوفت ويقول أ.محمد بأنهم معذورين على هذه الفعلة بسبب تأمين معيشتهم من الغزو ولاكن على الجانب الآخر تعتبرهذه غدرة من مايكروسوفت وخاصة من بيل جيتس لان أ. محمد رفع قضية على مايكروسوفت في المحكمة على هذه الفعلة ولاحظ بأوراق مدير العمليات لمايكروسوفت في الشرق الاوسط مراسلات بينه وبين بيل جيتس.
وقال المدير لبيل جيتس: - أن الان يتواجد لديه المدير الفني ونائبه لشركة صخر، هل نعمل معهم على تعريب الويندوز ونسلمهم أجورهم ويذهبوا أم يتوظفوا معنا؟
رد بيل: - لا وظفهم.
فا أعتبر أ.محمد هذه الغدرة مثل الطعن من الخلف في الظهر، ويذكر في أحدٍ لقاءاته أن مايكروسوفت في آنذاك كانت تعمل على القرصنة،مثلًا تتواصل مع شركات ناشئة صغيرة في أمريكا أو أوروبا لديها أفكار وهذه الأفكار تنعرض على مايكروسوفت على أساس عمل شراكة معهم فتسرقها مايكروسوفت وترد عليهم لا نريد العمل معكم فيقرصنون هذه الأفكار ويوظفونها لديهم.
فا كانت هذه الضربة الثانية للشركة التي أدت الى توقفها عن العمل وعدم استقرارها في مصر.
في نهاية هذا القصة إذا أعجبتك لاتنسى أن تشاركها مع من تجب ولا تنسى أن يجب عليك كا شخص عربي أن تفخر بهذه الشركة لأنها طوّرت العديد من التقنيات التي تركت خلفها علامات بارزة في صناعة تقنية المعلومات إلى اليوم، حيث قامت بتطوير جيل جديد من تقنيات المعالجة الطبيعية للغة العربية.